-->

Recent Posts Slider

تابعونا على فايسبوك

Wednesday, July 10, 2013

(3) رمضان في الصومال...فرحة رغم المعاناة


يختلف رمضان في الصومال عن غيره من البلدان الأخرى حيث يعاني البلد المسلم من حروب  وتفجيرات واقتصاد منهار ويعاني النازحون الصوماليون في مخيمات الإيواء في مقديشو وضواحيها من نقص شديد في الغذاء تزداد وطأته خلال شهر رمضان، ولا يجد كثير من النازحين الصائمين غير وجبة واحدة في اليوم، بينما يعاني أطفالهم من الجوع وسوء التغذية، ويعيشون في أكواخ هشة ومكتظة لا تتوافر فيها وسائل العيش الكريم.
الصومال في سطور
يبلغ عدد سكان دولة الصومال ما يقرب من سبعة ملايين نسمة، ولا يوجد هناك إحصائيات رسمية في ذلك. وتعد هذه الدولة من الدول الإسلامية، حيث إن جميع السكان فيها من المسلمين، ولا وجود لطوائف أخرى بينهم. ويتبع المسلمون هناك المذهب الشافعي .والعاصمة الرسمية هي مقديشو.
وتقع الصومال في منطقة القرن الإفريقي، ويحدها من الشمال الغربي جيبوتي، وكينيا من الجنوب الغربي، وخليج عدن من الشمال والمحيط الهندي من الشرق وأثيوبيا من الغرب، وتملك أطول حدود بحرية في قارة أفريقيا. تتسم تضاريسها بالتنوع بين الهضاب والسهول والمرتفعات، مناخها صحراوي حار على مدار السنة مع بعض الرياح الموسمية والأمطار غير المنتظمة.
الوضع في الصومال
وفقا لتقارير صحفية ترسم لنا صورة الوضع في الصومال وتؤكد تتضاعف معاناة النازحين في مخيمات العاصمة مقديشو في رمضان، فالكبار على الأغلب لا يجدون طعاما لإفطارهم، علاوة على معاناتهم النفسية من رؤية الجوع ينهش أجساد أطفالهم. وحتى مياه الشرب شحيحة في المخيم، والحمل علي الظهور هو الوسيلة الوحيدة لجلبها إلي مساكنهم.
ويتكدس النازحون في أكواخ مهلهلة لا تقي من حر أو برد بكل ما يملكونه من أدوات العيش البسيطة ، وترنو أعين الأطفال الصغار إلي الطعام القليل.
هلال رمضان
يخرج البعض في الصومال لالتماس هلال رمضان، وإذا تأكد لدى هذا البعض ولادة هلال رمضان أعلموا الجهات المختصة بذلك، وهي بدورها تعلن ذلك عبر وسائل الإعلام، وبسبب تقسيم البلاد إلى مناطق سياسية متعددة، فقد يختلف ثبوت الشهر من مكان لآخر نظرًا لاختلاف المطالع، فيصوم كل مكان حسب رؤيته الخاصة لهلال رمضان، ولا يعول على رؤية غيره !! والبعض يكتفي بما تقوله المملكة العربية السعودية في هذا الشأن .
وعلى عادة أهل الإسلام في كل مكان، يرحب الصوماليون بشهر رمضان أشد الترحيب، ويهنئ بعضهم بعضًا بحلوله .
ولا يزال المسلمون هناك بخير؛ فهم يحافظون على سنة السحور، فالجميع يتناول وجبة السحور، التي تضم بين جنباتها طعامًا يسمى ( الهريز) و( المعكرونة) و( الروز ) .
أما وجبة الإفطار فتبدأ بالتمر و"السمبوسة" والماء  وشيء من العصير المرطب، ثم يبادر الناس بعدها إلى صلاة المغرب في المسجد، وعقب الصلاة يعودون إلى منازلهم لتناول وجبة إفطارهم الأساسية مع عائلاتهم، وعمدتها غالبًا الأرز واللحم  كما وتضم مائدة الإفطار الصومالية بعض المشروبات الخاصة بالصائمين، كـشراب الليمون وشراب الحليب. أما الحلويات فهي متعددة، ويأتي في مقدمتها  التمر  والكعك  .
التراويح ودروس العلم
بعد تناول وجبة الإفطار واستعادة الصائمين لنشاطهم، يُهرع الجميع إلى المساجد - رجالاً ونساء، وكبارًا وصغار، وشبابًا وشيوخًا - لأداء صلاة التراويح، حيث تصلى في أغلب المساجد عشرين ركعة، يتخللها أحيانًا كلمة طيبة، أو موعظة حسنة، وتقال بعض الأذكار أثناء ركعات التراويح، كـ ( التشهد = أشهد ألا إله إلا الله ) و( الاستغفار ) وعادة ما يختم القرآن في صلاة التراويح في ليلة السابع والعشرين من رمضان .
وتعقد في المساجد كثير من دروس العلم، وحلقات تلاوة القرآن بعد صلاة التراويح، وفي بعض المساجد تعقد تلك الدروس والحلقات قبل صلاة العشاء، ويتولى أمر هذه الدروس والحلقات أهل العلم من تلك البلاد .
وتلقى ليلة القدر عند الصوماليين - وهم يعتقدون أنها ليلة السابع والعشرين من رمضان - إقبالاً حسنًا، وحضورًا طيبًا، حيث يخرج الناس هناك لإحياء هذه الليلة، ويمكثون في المساجد حتى مطلع الفجر، ثم يؤدون صلاة الفجر في جماعة، ويقفلون بعدها عائدين من حيث أتوا .
عادات الخير وأمسيات الصوماليين
أمسيات أهل الصومال في رمضان متنوعة، يتراوح قضاؤها بين صلاة التراويح، والزيارات العائلية، وبعض السهرات الاجتماعية، حيث يكون هذا الشهر مناسبة للاجتماع والالتقاء وتجديد الصلة بين الناس بعد أن أذهبتها هموم الحياة اليومية .
والخير في تلك الديار لا يزال قائمًا ومستمرًا، رغم ما تشهده تلك البلاد من نزاع وصراع؛ فيحرص أهل الفضل والسعة هناك على إقامة موائد الإفطار اليومية، يدعون إليها الفقراء والمساكين وذوي الحاجة؛ كما ويسارع الناس في تلك الديار إلى إخراج زكاة الفطر ودفعها إلى مستحقيها من الناس، والناس هناك يفعلون ذلك بأنفسهم؛ إذ لا توجد جهات رسمية أو جمعيات خيرية تتولى أمر الجمع والتوزيع .
ومن العادات الملحوظة عند أهل الصومال الجهر بنية الصيام بعد صلاة المغرب من كل يوم، فهم يقولون جماعة: ( نويت صوم يوم غدٍ أداء فرض رمضان) !
سلبيات
على الجانب الأخر تظهر أكبر العادات السيئة التي يعاني منها بعض الصوماليين تعاطي القات، الذي لا يتوقف تعاطيه خلال هذا الشهر الفضيل، وهو يقضي على روحانية هذا الشهر وبركته، حيث يستنـزف كثيرًا من الأموال التي تكلف البلاد والعباد لأجل إحضاره من الدول المجاورة .
ونظرًا لتعلق الكثير بهذه العادة السيئة، فإنهم لا يصبرون على طول صلاة التراويح، ويمنعهم التفكير في هذا المشروب من الخشوع والاطمئنان في صلاتهم، حيث يكونون في عجلة من أمرهم، لأجل قاتهم، بل إن البعض منهم يُصرُّ أن يؤمهم من يقرأ عليهم قصار السور، ويُلِّحون عليه أن لا يطيل في القراءة عليهم، حتى ينطلقوا مسرعين إلى مجالس القات.

No comments:

Post a Comment

المشاركات الشائعة

اليومية الهجرية

تابعونا على تويتر